يستيقظ كامل فى الصباح على جرس الموبيل الخاص به (تررررررن رن رن ...... تررررررررن رن رن)
يلتقط ساعته من الكومودينو المجاور لسريره فيجد الساعة العاشرة, يمسك بالموبايل فيجد المتصل هو إبنه الكبير محمد
- صباح الخير يا بابا
- صباح النور يا حبيبى.. عامل إيه؟
- تمام يا باشا إنت اللى عامل إيه وإيه النوم دا كله... ما وراناش شغل ولا إيه
- يا حبيبى البركة فيك إنت وأخوك.. مانتو شايلين الشركة على كتافكم
- لا يا عم الحج البركة فيك إنت وإحنا كلنا عايشين بحسك.. ربنا يخليك لينا
- طيب يا سيدى وبعد المحلسة دى كلها عايز إيه؟
- إيه دا... إنت نسيت ولا إيه؟ مش النهاردة عندنا توقيع عقود المشروع الجديد
- لا باشمهندس مش ناسى.. يس إنت وأخوك أحمد معاكم توكيلات وممكن أى حد يمضى
- لا لا لا لا... مشروع زى ده ماحدش حيملا عينه غير وجود المهندس كامل محمود للتوقيع شخصيا وبعدين بطل كسل وبطل تعيش فى دور الراجل العجوز.. دانت لسه شباب
- ماشى يا سيدى ... أنا عامل حسابى أكون عندكم الساعة3
- مستنيك يا باشمهندس
- مع السلامة يا حبيبى
أثناء مروره من الريسبشن للمطبخ بص على الصورة المعلقة وقالها صباح الخير ياأم العيال وهو اللقب المحبب لزوجته الراحلة
دخل المطبخ وملا ماكينة القهوة.. فتح الثلاجة وطلع منها شوية جبن وزيتون , صب القهوة فى مج زجاج وخده مع فطاره وخرج فى الريسبشن حط الحاجة و دخل الحمام غسل وشه وسنانه وسرح شعره,خرج تانى على الريسبشن و فتح اللاب توب وبدأ يبص فى الميلات اللى جاتله.
سمع صوت باب الشقة بيتفتح, - إيه يا حبيبى إنت لسه صاحى دلوقتى؟
- أهلاااااا إزيك يا منى وحشانى يا حبيبتى
- إزيك يا بابا.. أنا كنت رايحة أشترى شوية حاجات لاقيت عربيتك قدام العمارة, سألت الأمن قالى إن حضرتك لسه مانزلتش قلت أطلع أصبح عليك
- تنورى فى أى وقت ياحبيبتى .. تفطرى معايا؟
- لا سبقتك مانت عارف بفطر بدرى مع العيال وأبوهم قبل ماينزلوا... أنا حاصب لنفسى قهوة... إيه ده صحيح مش الدكتور قالك قلل منها علشان قلبك؟
-ههههه مانا كده مقلل.. يادوب 3 مرات فى اليوم.. وبعدين هو يعنى حناخد زمنا وزمن غيرنا؟
- بعد الشر عليك يا حبيبى.. إحنا مالناش غيرك فى الدنيا
- لأ يا بكاشة إنت ليكى جوزك ربنا يخليهولك... جوزك ده راجل بمعنى الكلمة.. أوى تزعليه أبدا... عايزك كده تبقى زى مامتك الله يرحمها
- الله يرحمها
- أمك عمرها ما زعلتنى وكانت على طول مستحملانى وبتدور على راحتى
- وإنت يا بابا كمان كنت نعم الزوج.. حضرتك فضلت جنبها فى مرضها ومقصرتش معاها فى أى حاجة
دا حضرتك كنت سايب كل مشاغلك فى مصر وفضلت تسافر معاها أخر سنتين أمريكا وأوروبا علشان علاجها
- دى مش تضحية ولا حاجة أنا شايف إن ده العادى وأقل كمان ....
محاولة للتغلب على دموعها قالت مغيرة للموضوع
- مش حتسمع كلامى بقى ونشوف حد يخدمك ويشوف طلباتك؟ ينفع واحد فى مركز حضرتك وبيته مافيهوش خدم وحشم؟؟
- يا حبيبتى قلتلك مية مرة إنى ماحبش حد غريب يبقى موجود فى البيت.. وإحنا طول عمرنا كده ولا نسيتى؟
- صحيح الواد محمود أخباره إيه؟
- إيه؟ هو إنت مابتسأليش على أخوك ولا إيه؟
- يا باشا براحة عليا.. أنا لسه مكلماه من كام يوم
- الحمد لله هو زى الفل فاضله شهر ويخلص الدكتوراة ويرجع يمسك فرع الشركة الجديد
- الواد ده شكل ألمانيا حتعجبه ومايرضاش يرجع
- لأ يا دكتورة حيرجع.. داإبنى وأنا عارفه ..دا تربيتى أنا وأمك زيكم بالزبط
- والله أنا بهزر.. أنا لازم ألحق أنزل علشان أخلص اللى ورايا وأرجع قبل الولاد ما يرجعوا من المدرسة
- مع السلامة يا حبيبتى , سلمى على جوزك وبوسيلى الولاد
- مع السلامة يا بابا... وطبعت بوسة على خده
..................................................
طول عمر كامل حامد ربنا على نعمه عليه, لأنه فعلا يتقال عليه بدأ من الصفر إلى أن أصبح صاحب واحدة من أكبر المجموعات الهندسية فى البلد, ربنا رزقه بثلاثة أولاد وبنت يمكن وصفهم بأنهم فعلا ذرية صالحة , زوجته الراحلة كانت نعم الزوجة ولكنه رغم كل ذلك كان يشعر أن قلبه (ناقص حتة أو مش كامل) وكان الموضوع ده دايما بيحسسه إنه مقصر فى مشاعره ناحية زوجته .. مع إنه عمره ماقصر معاها فى أى شىء مادى أو معنوى وكان دايما بيسمعها كلام حب وغزل بس مش من قلبه كله لأن قلب كامل كان غير كامل.
كان دائما ما يشعر أن جزء من قلبه قد فارقه مع حبيبة الصبا والشباب, تلك الفتاة الرائعة التى أحبها من كل قلبه وكان يشعر بحبها له, كانت الوحيدة من وسط شلة الأصدقاء التى تستطيع قراءة أفكاره بدون أن يتكلم, كان كلا منهما عندما يتحدث مع الأخر يشعر كأنه يتحدث مع نفسه, لم يستطع مصارحتها بحبه بسبب عدم مقدرته المادية, فقد كان مؤمن بأن الحب لابد أن تكون نهايته الزواج, وقد كانت هى من أسرة ميسورة الحال لذلك قرر أن يعمل بجد وإجتهاد بعد تخرجه ليستطيع التقدم لمحبوبته ولكن بعد سنة واحدة سمع خبر خطبتها ثم زواجها. حزن كامل بعض الشىء ولكنه إستمر فى عمله بنفس العزيمة, فقد كان مؤمن بان الإنسان لا ينال إلا نصيبه.. ولكن رغم مرور الأيام كان لا يزال يشعر أن جزء من قلبه قد فارقه للأبد.
.................................................
يتبع
ملحوظة مهمة: حسب التعليقات حكمل أو مش حكمل