أغلب اللى بيدخلوا مدونتى مايعرفونيش
أو يعرفونى معرفة سطحية
لكن أكاد أجزم أن أغلبهم يعرفوا أبى رحمه الله
وخصوصا اللى قريبين منى فى السن
ليه؟
فاكرين مسلسل بابا عبده بتاع عبد المنعم مدبولى
فاكرين كان طيب قد إيه
فاكرين كان بيحب الناس كلها إزاى
فاكرين كان بيعامل ولاده إزاى
فاكرين تسامحه
فاكرين لعبه وحبه لأحفاده
فاكرين حنيته
أهو لو حد منكم كان شاف بابا عبده
يبقى كأنه شاف أبويا بالظبط
لأنه كان أكتر واحد طيب ومتسامح قابلته لغاية دلوقتى
من يوم ما مات لغاية دلوقتى
مافيش حد يقابلنى غير لما يقولى أبوك كان راجل طيب عمره ما زعل حد
أبويا ماكنش يعرف حاجه غير شغله وبيته وولاده وصلاته فى المسجد
ولما طلع معاش ماكنش قاعد يناقر اللى فى البيت
زى ما رجالة كتير بتعمل
كان أغلب وقته فى المسجد أو بيشترى طلبات البيت
---------------------------------
بحاول أفتكر إنه مرة ضربنى
أو شتمنى أو أهانى
مش فاكر خااااالص
ومش علشان أنا كنت مثالى
لآ أنا كنت بعمل بلاوى أكيد
بس علشان هو كان طيب وحنين
كان بيعرف يوجهنى من غير ضرب أو إهانة
------------------------------------
ياما ضحى وحرم نفسه علشان يعلمنا كويس
ويعيشنا كويس على قد مايقدر
وطبعا لا يمكن إنكار دور أمى الرائع
كانوا هما ماشيين بسفينة
وشايفين طريقهم
وبيعملوا اللى عليهم
ومتوكلين على ربنا إنه يوصلهم بر الأمان
-------------------------------------
يوم الخميس 16-9-2010
صلى العشاء فى المسجد
ووقف مع أصدقاءه وجيرانه
وعند ناصية شارعنا وقف مع واحد جارنا
صاحبه من أكتر من 50 سنة
وفضل يكلمه عن الموت
وإن الموت يأتى بغتة
وحكى له عن ناس كتير كان يعرفهم ماتوا فجأة
وإن الموت سهل
وإنه لابد منه
وبعدين روح البيت وقعد مع أمى وإخواتى
وكان عندنا إتنين من بنات خالاتى
قعد يتكلم ويضحك معاهم
كل ترمس وشرب الشاى وكان مبسوط قوى
ويعدين قال لبنت خالتى
سلميلى على بابا وماما وكل اللى فى أسيوط
وخرج قعد فى الصالة
خمس دقايق ونده لأمى وكان ماسك صدره
وقالها إنه تعبان ومش عارف ياخد نفسه
كان رافض يروح المستشفى أو يخرج من البيت
أمى خرجت تنده حد من الجيران
بنت خالتى بصت عليه من بعيد لقته بيستغفر ويتشاهد
جه إتنين من جيرانا وخدوه مع أمى على المستشفى
حاول الدكتور يحطله جهاز تنفس
بس كان السر الإلهى طلع
فى الوقت ده أختى كلمتنى وهى بتعيط وقالتلى بابا تعب وودوه المستشفى
حسيت إن دى النهاية
دخلت الحمام وإتوضيت
صحيت مراتى وقولتلها إن بابا فى المستشفى وأنا رايحله
نزلت طلعت العربية وكلمت جارنا
قالى تعالى على البيت هو بقى كويس وإحنا راجعين البيت
فهمت على طول.. وطلبت أكلم أمى
قالتلى بابا مات موتة الأنبيا والبركة فيك يا حبيبى
نزل عليا هدوء غريييييييب وكنت سايق طول الطريق بالراحة خالص
كلمت أختى الصغيرة علشان أقنعها ماتنزلش دلوقتى علشان إبنها الصغير
اللى ماكملش شهرين
وجوزها كان لازم يسافر تانى يوم وماعرفش يأجل سفره
وصلت البيت وفضلت أواسى أمى وإخواتى البنات
أنا عندى 4 إخوات بنات وأنا ولد وحيد
كان نفسى أترمى فى حضن أى حد وأعيط
بس كان لازم يكون فى حد فايق ومركز علشان نخلص كل حاجة على خير
الصبح جه بسرعة على غير المتوقع
أختى بتشوف وش بابا الصبح
لاقيتها بتندهلى بصوت عالى وبتعيط
كان مبتسم ووشه منور
سبحانك يا رب
غسلنا وكفنا قبل صلاة الجمعة
صلينا الجمعة ثم صلاة الجنازة
ماقدرتش أصلى إمام وخليت الشيخ هو اللى يصلى
الجامع كان مليان على أخره وكان فى ناس بره كمان
الستات صلوا ورجعوا على البيت
وإحنا روحنا دفنا
بعد الدفن الشيخ قال خطبة قصيرة
عظة عن الموت
ثم قال إنا لا نزكى على الله أحدا
ولكن الفقيد كان طيب وعلى خلق
وكان هاشا باشا
وكان يسلم على الكبير والصغير
لم تحدث مشكلة بينه وبين أحد أبدا
وكان حريصا على ألا يغضب منه أحدا
وقال فى نهاية كلمته قبل الدعاء
عاش بيننا كالنسمة وذهب كالنسمة
-----------------------------------
رحمك الله يا أبى وأسكنك فسيح جناته